الأخطاء الشائعة في إعداد ميزانية الحملات الرقمية في الشركات
العوامل التي يجب مراعاتها في ميزانية الحملات الرقمية
قبل إنشاء ميزانية الحملات الرقمية، هناك (4) عوامل رئيسية يجب مراعاتها؛ لضمان فعَّالية واِستدامة الخطة التسويقية:
1- الأهداف التسويقية
من الضروري أن تكون لديك أهداف واضحة ومحدَّدة للتسويق الرقمي، مثل؛
زيادة الوعي بالعلامة التجارية.
جذب عملاء جدد.
زيادة المبيعات.
هذه الأهداف ستُساعدك في توجيه الموارد، وتخصيص الميزانية بشكل صحيح، وتضمن أنَّ كلّ جزء من الميزانية يخدم هدفاً محدَّداً.
يقول الأستاذ في كلية هارفارد للأعمال سونيل جوبتا؛ أنَّه: “إذا كنتَ علامة تجارية جديدة ذات ميزانية محدودة، من الجيّد أن تسوّق عبر المؤثّرين وتُشارك منتجات مجّانية تُتيح للمؤثّرين التفاعل مع متابعيهم من خلال عروض جديدة ومثيرة.”
2- مقاييس التسويق
تُساعد مراقبة مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs)، مثل تكلفة اِكتساب العملاء (CAC)، والعائد على الاِستثمار (ROI)، في تقييم فعّالية ميزانية الحملات الرقمية.
ومع تحوّل الكثير من الشركات إلى إنفاق ميزانيات التسويق في الوسائط الرقمية، اِزادادت تكلفة اِكتساب العملاء من خلال القنوات الرقمية، وذلك بسبب؛
عروض المزايدة: إذ أصبحت هناك منافسة شديدة عبر المنصات الرقمية للاِستحواذ على الكلمات الرئيسية أو الجماهير المستهدفة.
تكاليف التخصيص: ظهرت أدوات وتقنيات مرتفعة التكلفة وضرورية لاِستهداف الجمهور.
اِتخاذ قرارات المستهلك: مع كثرة الإعلانات أصبحت هناك حاجة لزيادة الاِستثمار في تطوير المحتوى والاِختبار.
3- الجمهور المستهدف
عند تخطيط جهود التسويق، يجب تحديد جمهورك المستهدف؛ لتصميم اِستراتيجيات تسويقية مناسبة وتخصيص ميزانية الحملات الرقمية بشكل فعَّال.
فمن الضروري تحديد العملاء المهتمّين بمنتجاتك أو خدماتك عند وضع الميزانية، لأنَّ ما يجذب مجموعة من المستهلكين قد لا يجذب مجموعة أُخرى.
4- التخصيص
يُساعد فهم كيفية مساهمة جهود التسويق في اِكتساب العملاء، على توجيه قرارات تخصيص الميزانية بشكل فعَّال. من خلال تحديد القنوات والحملات والإجراءات التي تُحقِّق أكبر قيمة، يُمكنك تحديد رحلات العملاء عبر قمع التسويق في المنصَّات الرقمية.
8 أخطاء شائعة عند إعداد ميزانية الحملات الرقمية
يقع الكثير من أصحاب الأعمال والمسوّقين في أخطاء شائعة خلال إعداد ميزانية الحملات الرقمية، ممّا قد يُعيق مساعيهم ويُبدّد مواردهم. نستعرض فيما يلي أبرز (8) أخطاء في إعداد ميزانية الحملات الرقمية، ونقدّم لك نصائح عملية وبسيطة لتجنّبها، وضمان نجاح حملاتك:
1- عدم تحديد أهداف ومؤشرات أداء واضحة
إحدى أولى الخطوات في أيّ حملة تسويق رقمية هو تحديد أهدافك ومؤشّرات الأداء الرئيسية (KPIs)، هذهِ هي المقاييس التي ستُساعدك في قياس نجاحك وتقييم عائد اِستثمارك (ROI).
ودون أهداف ومؤشّرات أداء واضحة، لن تكون قادراً على مواءمة ميزانيتك مع اِستراتيجيتك، أو تتبّع التقدم، أو تحسين النتائج. لتجنُّب هذا الخطأ، تأكّد من وضع أهداف ذكية (SMART)، واِختيار مؤشّرات أداء رئيسية ذات صلة تعكس أهدافك.
2- البدء ببيانات سيئة وغير دقيقة
يتطلَّب إنشاء ميزانية للحملات الرقمية، الحصول على بيانات دقيقة. إذ يُعدُّ الاِعتماد على البيانات السيئة أو الخطأ البشري عند تفسير البيانات أحد الأخطاء الأكثر شيوعاً التي ترتكبها الشركات عند وضع خطط الميزانية.
لتجنّب هذا الخطأ، قم بتعزيز قدراتك على جمع البيانات والتحليلات، يجب عليك أيضاً قياس أداء كلّ عملية قبل وبعد إطلاق الحملة الرقمية لتقييم المنصَّات وفعّاليتها.
3- تعديل ميزانية العام الماضي
تتعامل بعض الشركات مع ميزانية الحملات الرقمية كمجرَّد عمل روتيني، فتتركها حتَّى اللَّحظة الأخيرة، وتُخصِّصها لفرد واحد. وعادةً ما يكون التعديل البسيط على ميزانية العام الماضي هو الحلّ لذلك.
ولكن، تتغيَّر أهداف التسويق من عام إلى آخر، كما تتغيَّر الأسعار والتكنولوجيا واِتجاهات السوق واِحتياجات الموارد البشرية والعديد من العوامل الأُخرى. لذلك، أعِد دراسة أهدافك سنوياً، وقم بإنشاء ميزانية جديدة لتلك الأهداف.
4- قلة الاستثمار في الأدوات الفعالة
يتمّ الإشادة بشكل كبير بالتسويق عبر البريد الإلكتروني، باِعتباره أحد أكثر القنوات فعَّالية في الشركات للوصول والتفاعل مع الجمهور المستهدف. ومع ذلك، فإنَّه أحد أكثر الأدوات التي يتمّ تجاهلها عندَ تخصيص الميزانية.
يُمكن للقنوات الناجحة أن تفقد مكانتها مع مرور الوقت دون الاِهتمام المستمرّ بها، لأنَّه دائماً ما يكون هناك مجال للتحسين، مثل تحسين التخصيص الشخصي، أو اِستخدام التكنولوجيا المتقدّمة، أو الاِختبار. لذلك، يجب الاِستمرار في الاِستثمار في الاِستراتيجيات المجرّبة والفعَّالة.
5- عدم التنسيق مع قسم المبيعات
يجب تطوير كلّ ميزانية للحملات الرقمية بالتنسيق مع قسم المبيعات، ويجب أن تتوافق كلّ النفقات مع النتائج المتوقَّعة لللأعمال. يُمكن أن يؤدّي فشل التنسيق مع قسم المبيعات إلى حملة رقمية ليس لها تأثير إيجابي مباشر على الإيرادات.
لتجنُّب هذا الخطأ، يجب جعل التواصل بين أقسام التسويق والمبيعات أولوية. فإذا كان نظام المبيعات في شركتك غير فعَّال، فستفشل اِستراتيجية التسويق الرقمي بغضّ النظر عن مقدار المبالغ التي تستثمرها فيها. لذلك، اِختبر نظام مبيعاتك باِنتظام وقم بتعديله وضبطهِ عند الضرورة.
6- عدم التكيف مع الاتجاهات المتغيرة وسلوك العملاء
عند تخصيص الميزانية، من المهمّ مراعاة كلّ من القنوات والأدوات الفعَّالة والناشئة. وعلى الرّغم من أنَّ الأدوات الفعَّالة لديها سجل حافل من النجاح، إلَّا أنَّ الأدوات الناشئة لديها القدرة على إحداث تأثير كبير.
قد يكون من الصعب معرفة الأدوات والتقنيات الناشئة التي ستنجح، ولكن من المهمّ تجربة أشياء جديدة. من خلال تخصيص جزء صغير من الميزانية لهذه الأدوات؛ مثل روبوتات الدردشة والواقع الاِفتراضي، يُمكنك مواكبة التطوّرات وعدم التخلّف عن المنافسة.
7- عدم اختبار حملاتك وتحسينها
التسويق الرقمي والحملات الرقمية ليست نشاطاً ثابتاً أو لمرَّة واحدة، فهو يتطلَّب اِختباراً وتحسيناً مستمرّاً؛ لتحسين النتائج وزيادة الميزانية. وتفشل العديد من الشركات في القيام بذلك؛ لأنَّها لا تملك الوقت أو الأدوات أو المهارات اللَّازمة لتحليل بياناتها واِتّخاذ القرارات بناءً عليها.
لتجنُّب هذا الخطأ، عليك اِعتماد نهج قائم على البيانات، واِستخدام أدوات مثل (Google Analytics) وإعلانات جوجل و(Facebook Insights) لمراقبة حملاتك وقياسها. عليك أيضاً إجراء اِختبارات (A/B)، واِختبارات التجزئة، والاِختبارات متعدِّدة المتغيّرات؛ لمقارنة الإصدارات المختلفة من إعلاناتك وصفحات الهبوط ورسائل البريد الإلكتروني والعناصر الأخرى.
وبناءً على النتائج المستخلصة، يُمكنك تحسين حملاتك من خلال تعديل النصوص والتصميمات والاِستهداف وعروض الأسعار وغيرها، بهدف تحسين الأداء واِستثمار الميزانية بصورة أفضل.